languageFrançais

وزارة الثقافة: لقاء دوري مع الإعلام لتوحيد الرؤى وتطوير المشهد

نظّمت وزارة الشؤون الثقافية، أمس الثلاثاء، أوّل لقاء إعلامي جمع عددًا من الصحفيين والإعلاميين مع مجموعة من المسؤولين، في المركز الثقافي الدولي بالحمامات، وذلك في إطار استراتيجيتها الرامية إلى "تعزيز التفاعل الحيني مع وسائل الإعلام الوطنية العمومية والخاصة، وتقييم الفعاليات الثقافية، وتكريس مبدأ الشفافية في إدارة الشأن الثقافي".

وشمل اللقاء الإعلامي كلّ من هند المقراني، المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، وليليا الورفلي، مديرة إدارة الموسيقى والرقص، ورمزي القرواشي، المدير العام للمؤسسة التونسية لحقوق التأليف والحقوق المجاورة، ونجيب الكسراوي، المدير العام للمركز الثقافي الدولي بالحمامات، ومهذب القرفي، المندوب الجهوي للشؤون الثقافية ببن عروس.

ويُعدّ هذا اللقاء خطوة أولى ضمن سلسلة لقاءات دورية نصف شهرية تهدف إلى توحيد المعلومة وتقديمها من مصدرها الرسمي، خاصة في ظل انتشار الإشاعات حول القطاع الثقافي خلال الفترة الأخيرة.

الكشف عن مؤشرات نجاح مهرجان قرطاج الدولي

أكّدت المديرة العامة للمؤسّسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، هند المقراني، أنّ المؤسّسة ذات صبغة غير إدارية وتعمل تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية، مشيرةً إلى إشرافها على كبرى التظاهرات الوطنية، على غرار مهرجان قرطاج الدولي، وأيام قرطاج الموسيقيّة والمسرحية، ومهرجان الأغنية التونسية.

واعتبرت هند المقراني أنّ مؤشّرات النجاح في الدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي واضحة، حيث سجّلت الدورة حضورًا جماهيريًا مرتفعًا مقارنة بالعام الماضي، كما شهدت انفتاحًا أكبر على مختلف الفئات الاجتماعية، بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة، عبر تخصيص فضاءات ملائمة لهم دون سابق إعلام.

وأشارت إلى أنّ السينما التونسية حظيت بحضور مهم عبر عرض فيلمين، مع وعدٍ بزيادة النصيب السينمائي في الدورات القادمة. كما أكّدت أنّ الفنان التونسي كان حاضرًا بقوة من خلال ثمانية عروض تونسية من مجموع 19 عرضًا، إلا أنها شددت في المقابل على أن الطابع الدولي للمهرجان يفرض حضور العروض العالمية.

وأعلنت هند المقراني أن التقارير المالية والأدبية المتصلة بالمهرجان، والمتضمنة كافة الإحصاءات الدقيقة، ستُنشر قريبًا على الصفحة الرسمية لوزارة الشؤون الثقافية، في إطار تعزيز مبدأ الشفافية.

مهرجان الحمامات الدولي: "دورة استثنائية وأرقام قياسية"

وثمّن المدير العام للمركز الثقافي الدولي بالحمامات، نجيب الكسراوي، التغطية الإعلامية "المميّزة" للدورة 59 من مهرجان الحمامات الدولي، واصفًا إياها بأنّها "دورة استثنائية من حيث تنوع العروض وقيمة المحتوى الفني".

وكشف عن أبرز أرقام الدورة:

* 36 عرضًا في المجمل، نصفها تونسي (50%).

* 606 مشاركين تونسيين: 340 في العروض الموسيقية و266 في المسرحية.

* 189 فنانًا وعازفًا أجنبيًا من دول عربية وإفريقية وعالمية.

* 795 مشاركًا إجمالًا بين تونسيين وأجانب.

* 13 عرضًا كامل العدد، بينها 7 تونسية و6 أجنبية.

وأكّد نجيب الكسراوي أنّ المهرجان نجح في استقطاب جميع الفئات العمرية، لافتًا إلى أن الدورة القادمة ستكون محورية بمناسبة ستينية مهرجان الحمامات، حيث ستنطلق التحضيرات الرسمية منذ نوفمبر المقبل بعد استكمال تقارير الدورة الأخيرة.

المؤسّسة التونسية لحقوق التأليف: نحو استقلالية مالية وتنمية الموارد

قدّم المدير العام للمؤسّسة التونسية لحقوق التأليف والحقوق المجاورة، رمزي القرواشي، لمحة عن خُطط تطوير المؤسّسة، معلنًا أنّها ستتحول، ابتداءً من عام 2027، إلى مؤسسة مستقلة ماليًا لا تتلقى دعمًا من وزارة المالية، مع الخضوع للمحاسبة التجارية لتأمين التوازن المالي.

وأكد رمزي القرواشي على أنّ المؤسسة تعمل على تحفيز المبدعين والمستغلين لخلاص حقوق التأليف، وضمان حماية المصنفات الفكرية والفنيةفي المهرجانات والعروض الخاصة، بما يكفل حقوق الفنانين ويمنع سرقة الأفكار.

وكشف عن مشاريع مستقبلية هامة، أبرزها:

* دورات تكوينية سنوية للصحفيين في مجال الملكية الفكرية، بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية، وبشهادات دولية معتمدة.

* مؤتمر دولي في تونس حول حقوق الملكية الفكرية، بمشاركة عربية ودولية، يركز على إتاحة المصنفات لذوي الإعاقة.

* إعداد دليلين متخصصين: الأول حول الملكية الفكرية في المتاحف، والثاني حول استغلال التظاهرات والمهرجانات لتحقيق التوازن المالي.

إدارة الموسيقى والرقص: دعم الجهات وتنظيم العروض

استعرضت مديرة إدارة الموسيقى والرقص، ليليا الورفلي، حصيلة دعم التظاهرات الفنية، مؤكدةً أن 217 عرضًا متنوعًا بين موسيقى وكوريغرافيا وألعاب سحرية تم دعمها في مختلف الجهات خلال صيف 2025.

وأوضحت أنّ تنظيم العروض يخضع لـ "مسار قانوني دقيق"، حيث تدرس ملفات الفنانين الأجانب لجنة مشتركة تضم وزارات: الثقافة والسياحة والمالية والداخلية، إضافة إلى البنك المركزي.

وفي ما يتعلّق بمهرجان "الراب"، الذي كان مبرمجًا من 17 إلى 27 أوت 2025، أعلنت الورفلي تأجيله لأجل غير مسمى، مؤكّدةً على أنّ الهدف هو تقديم دورة تليق بتطلعات الجمهور.

وأوضحت أنّ شكاوى بعض الفنانين حول الإقصاء تعود غالبًا إلى عدم استكمال الملفات أو استيفاء الشروط وأنّه لا داعي لنشر المعلومات المغلوطة، حسب قولها.

انفتاح أكبر للمهرجانات الجهوية

من جانبه، أعلن المندوب الجهوي للشؤون الثقافية ببن عروس، مهذب القرفي، على أنّ مهرجان أوذنة حقّق رقمًا قياسيًا في الحضور بلغ 73 ألف متفرج، مشيرا إلى أنّ الانفتاح على الفنّ الشعبي يأتي في إطار توجّه الوزارة في نحو خوصصة المهرجانات مع المحافظة على البعد الدولي.

وأشاد مهذّب القرفي بنجاح مهرجان بوقرنين الذي "شهد دورة مميّزة بتنوع عروضه الفنية".

ليندا بلحاج